Skyscraper 2018 - ناطحة سحاب
• إخراج : روسون ثيربر
• التصنيف : أكشن- مغامرات - جريمة - دراما
• حالة المراجعة : بدون حرق
• الكاتب : ليث التميمي
• التقييم الشخصي : ½★★
إنه واحد من سلسلة متاعب كثيرة واجهت «دوين جونسون» في العقد الأخير على بداية مسيرته (مهمته) السينمائية في سبيل إنقاذ العالم وتصديه الدائم لأيّ خطرٍ مُقبِل من قبل أعداءه؛ سواء كانوا حيوانات ضارية تلهث وراء فريستها أو بشرٌ أشرار على مبدأ : "طالما أحقق مصالحي فليفنى العالم من بعدي". في أفلامه لا يختلف كثيراً ما إذا كان الخطر بشرياً أو حيوانياً فكلاهما يتشاركان عدم الأهمية ذاتها ما دام أنه سوف يكون المُنقذ والمخلّص في نهاية المطاف. تلك المهمة أمست وظيفة «دواين جونسون» الشاغلة هذه الأيام، وما يليها، هي أشبه بتمارين رياضته الأصلية « المُصارعة» بسيناريوهاتها الراسخة وأساليبها المترددة، إلا أن هذه المرة يمارسها على شاشةٍ أكبر وجمهورٍ أعرض. لكن في واقع الأمر، وإذا ما أراد السيّد «جونسون» في يومٍ من الأيام أن يُنقذ نفسه وينقذنا من قوالب أعماله «الميلودرامية» الرخيصة، فما عليه سوى أن يُنعش تحدياته كممثل ويفكّر خارج الصندوق أو أن يعتزل هذه المِهنة من الأساس.
هذا لا يعني أن أفلامه في المُجملِ سيئة، فلازلتُ أتمتّع بظهوره على الشاشة حاملاً معه مابقي له من جاذبية أيام ما كان مصارعاً سليط اللسان ومديد الحوافر، وإنما تتأرجح مابين أن تكون مقبولة أو غير مقبولة؛ أي تقبل رشوتها أو لا تقبل. وفي حالة فيلمه هنا «ناطحة سحاب»، ولحسن الحظ، ينجح في أن يَرشيك لتقبل بما يطرحه صراحةً أمامك وما يمرره خِلسةً من أسفلك، وبالنظر إلى أن سخافة ما ينشده لكي يبني عليه أحداثه لا يقع بفخ الاستفزاز كما كان عليه فيلمه الأخير الهائج «إهتياج»، فهنا المسألة أقلّ حساسية في تلقي فوضاها، وتمنحك قدر وافي من الترفيه المقترن برهاناته المتواضعة التي يتقبلها أي مُتعقّل يعي تماماً كيفية تلقي الأجناس المختلفة من الأفلام، فما عليك في هذا الفيلم سوى أن تأخذ عبوة «البوبكورن» الساخنة خاصتك والجلوس مُسترخياً أمام عملٍ يُداعب عينيك ونجواك بسخونة أجواءه.
- ملاحظة غير مهمة : بعد مُتابعة أعمال الممثل تبيّن أن أفلامه التي يحلق بها شعر وجهه غالباً ما تكون أسوأ من تِلك التي يحافظ فيها عليه، أي أن نزع الشعر من على وجهه قد يساهم في نزع جزء غفير من ذكاء أفلامه. الله أعلم .
هذا لا يعني أن أفلامه في المُجملِ سيئة، فلازلتُ أتمتّع بظهوره على الشاشة حاملاً معه مابقي له من جاذبية أيام ما كان مصارعاً سليط اللسان ومديد الحوافر، وإنما تتأرجح مابين أن تكون مقبولة أو غير مقبولة؛ أي تقبل رشوتها أو لا تقبل. وفي حالة فيلمه هنا «ناطحة سحاب»، ولحسن الحظ، ينجح في أن يَرشيك لتقبل بما يطرحه صراحةً أمامك وما يمرره خِلسةً من أسفلك، وبالنظر إلى أن سخافة ما ينشده لكي يبني عليه أحداثه لا يقع بفخ الاستفزاز كما كان عليه فيلمه الأخير الهائج «إهتياج»، فهنا المسألة أقلّ حساسية في تلقي فوضاها، وتمنحك قدر وافي من الترفيه المقترن برهاناته المتواضعة التي يتقبلها أي مُتعقّل يعي تماماً كيفية تلقي الأجناس المختلفة من الأفلام، فما عليك في هذا الفيلم سوى أن تأخذ عبوة «البوبكورن» الساخنة خاصتك والجلوس مُسترخياً أمام عملٍ يُداعب عينيك ونجواك بسخونة أجواءه.
- ملاحظة غير مهمة : بعد مُتابعة أعمال الممثل تبيّن أن أفلامه التي يحلق بها شعر وجهه غالباً ما تكون أسوأ من تِلك التي يحافظ فيها عليه، أي أن نزع الشعر من على وجهه قد يساهم في نزع جزء غفير من ذكاء أفلامه. الله أعلم .
يتناول فيلم «ناطحة سحاب» قصة العميل الفيدرالي المُتقاعد «ويل سوير»(دوان جونسون) الذي دُعيَ من قِبل صديقه «بين» (بابلو شراير) إلى الصين كي يوقع على عقد عمل في الإشراف على تهيئة نظام الأمن والسلامة لأكبر ناطحة سحاب في العالم، والمتواجدة حالياً في مدينة «هونغ كونغ» الصينية، فيقوم بجمع عائلته والذهاب إلى ذلك المبنى كي يقضوا فترة إنجاز العمل هناك، ليتعرض المبنى فيما بعد إلى عملية اختراق من قبل عِصابة إجرامية بقيادة العميل المرتزق «كورس بوتاه» (رولاند مولر) الذي يُشعِل النار في أحد طوابقه الذي تقطنه عائلة «ويل»، فيذهب الأخير نحو محاولات مميتة ومخاطرات بالجملة في سبيل إنقاذ عائلته ومن ثم المبنى المُحاصر من أيدي تلك العِصابة .
لايقضي هذا الفيلم الكثير من الوقت ليدخل في صلب موضوعه، يؤسس شخصياته؛ بحيث يضع الأسود في جهة والأبيض في جهة، تعي ملامح كلّ منها جيداً وإلى ما سوف تؤوله أحوالها بالطبع، فهذا النوع من الأفلام يهتم في الرحلة لا بالوصول، وعلى هذا الأساس، ينطلق الفيلم من هذه الفكرة مُوفراً ثرثراته الجانبية لأهدافه الأسمى والمتعلقة بمُغامرات «ويل سوير» داخل المبنى وخارجه، يتقاسمها المجهود البدني من قِبل فريق المخاطرات مع البصري من قِبل فريق المؤثرات، الذي ينتهي الأخير بقفزة بهلوانية يقوم بها «ويل» هرباً من الموت، يصل مداها إلى 100 متر شرقاً على ارتفاع يصل إلى « كيلو متر » في الهواء الطلق (أسفل السماء بقليل). لا يتحملها «باتمان» في عزّ شبابه، فما بالك بالذي إحدى رجليه مبتورة!!.
لايقضي هذا الفيلم الكثير من الوقت ليدخل في صلب موضوعه، يؤسس شخصياته؛ بحيث يضع الأسود في جهة والأبيض في جهة، تعي ملامح كلّ منها جيداً وإلى ما سوف تؤوله أحوالها بالطبع، فهذا النوع من الأفلام يهتم في الرحلة لا بالوصول، وعلى هذا الأساس، ينطلق الفيلم من هذه الفكرة مُوفراً ثرثراته الجانبية لأهدافه الأسمى والمتعلقة بمُغامرات «ويل سوير» داخل المبنى وخارجه، يتقاسمها المجهود البدني من قِبل فريق المخاطرات مع البصري من قِبل فريق المؤثرات، الذي ينتهي الأخير بقفزة بهلوانية يقوم بها «ويل» هرباً من الموت، يصل مداها إلى 100 متر شرقاً على ارتفاع يصل إلى « كيلو متر » في الهواء الطلق (أسفل السماء بقليل). لا يتحملها «باتمان» في عزّ شبابه، فما بالك بالذي إحدى رجليه مبتورة!!.
مخرج العمل وكاتبه هو «روسون ثيربر» الذي قام بأخراج أفلام كوميدية، بوليسية،ورياضية شهيرة مثل « نحن آل ميللر » و «الكرة الخادعة»، و«إستخبارات مركزية» كان آخرها وهو من بطولة مشتركة بين «دواين جونسون» أيضاً مع الذات المُقزّمة منه «كيفين هارت». «ناطحات سحاب» هو الأكثر جدّية وحركة من بينها جميعاً، يتمكن «روسون» من أن يُلزِم إيقاع فيلمه بمتانة دون إسراف في تصعيد وتيرته وتفريع أحداثه، وإنما ينقلك من صِراع إلى آخر بسيرورة طبيعية ودون إلتواءات تُجهِد من عامود سرده الفقري (الذي بالكاد يحمل أحداثه الأساسية). نصه مُغرق بالكليشيه والأفكار المعلّبة؛ أنت تعي ماذا سيحدث وكيف سيحدث وماذا سيقال عنه وكيف سيتفاعل الجميع مع الموقف، لكن في الوقت ذاته تتشوق إلى رؤية ذلك كلّه. شخصياته كرتونية؛ إما أسود أو أبيض، لكن في الوقت ذاته غير مثيرة للشفقة أو تستشيطك غضباً كما هي الحالة عند أفلام نظيرة، ولعلّ أكثر شخصية لم يستغلها «روسن» في فيلمه كانت «بين» التي أداها الممثل «بابلو شراير» الذي حافظ على جاذبيته من أيام المسلسل الأسطوري «السلك». هذا الممثل يمتلك قوامة جيدة صوب شخصيات أكثر دكانه وأكثر حضوراً .
هذا لايعني إقتراب «ناطحة سحاب» من فيلم «بروس ويليس» الشهير «موت بصعوبة»، ليس لأن الأخير يُعتبر تُحفة زمانه، بل لأن المفارقات بينهما كبيرة وشاسعة ولا تستحق النقاش إلا إذا كانت تحمل صِفات متنحية عن الأصل تشحذ النِقاش، وفيلمنا هُنا، أبعد مايكون عن اعتماده موضوعاً للتحاور حتى. لكن في النهاية، هو فيلم صُنع للترفيه ولعق «البوبكورن» ليس إلا، فلا تنتظر الكثير مِنه ليحقق ما لا يستطيع أن يعدك به تاريخ ممثله أو ما تملكه موهبة مُخرجه.
تحياتي
هذا لايعني إقتراب «ناطحة سحاب» من فيلم «بروس ويليس» الشهير «موت بصعوبة»، ليس لأن الأخير يُعتبر تُحفة زمانه، بل لأن المفارقات بينهما كبيرة وشاسعة ولا تستحق النقاش إلا إذا كانت تحمل صِفات متنحية عن الأصل تشحذ النِقاش، وفيلمنا هُنا، أبعد مايكون عن اعتماده موضوعاً للتحاور حتى. لكن في النهاية، هو فيلم صُنع للترفيه ولعق «البوبكورن» ليس إلا، فلا تنتظر الكثير مِنه ليحقق ما لا يستطيع أن يعدك به تاريخ ممثله أو ما تملكه موهبة مُخرجه.
تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.