الخميس، 12 أبريل 2018

مراجعة فيلم Den Of Thieves 2018


" سطو مُسلَح  ينتهي بلعبة القط والفأر " ..

Den Of Thieves - وكر اللصوص

•  إخراج: " كريستيان غودغاست "
•  التصنيف : أكشن - جريمة - إثارة - دراما
•  حالة المراجعة  :   بدون حرق
•  الكاتب  : ليث التميمي
•  التقييم الشخصي :   ★★★



لم ينقص هذا الفيلم سوى خروج " جيرارد باتلر" على جمهوره راخياً سرواله ومُتبرزاً على الشاشة ليثبت أننا أمام شُرطي مُنحرف ومغرور ، يحمل نزعة مُتحاذقة على الباقين بذكائه ، بهذا الوجه الممتلىء بالطعام والشتائم المُترامية ، بالمؤخرة المُتمايلة والكرش المُتدلي والجسم المُكدسةِ دهونه ، يعود لنا السيد " باتلر" بأداء لا يقل تمييعاً عن باقي أدواره السابقة والتي غضَت الطرف عن موهبة جيدة وأخفتها وراء الستار ، وقوضت من إجتهاداته فأصبحت تقتصر على أداءات كوميدية لاهية أو درامية مُسطحة ، والرصيد الأكبر كان في حساب شخصياته الحَركية لأفلامه "الأكشن" والتي برزت في سنواته الأخيرة وحافظت على إستمراريته قدر المُستطاع تحت الأضواء كما في فيلمه الأخير .

يُحيينا الفيلم في بدايته من خلال إشتباك ناري على إثر سطوٍ مُسلح ، لنتعرف من خلاله على عصابة من اللصوص بقيادة " ميريمين" ( بابلو شريبر) بالتعاون مع نجوم آخرين كـان من بينهم " آنسون" ( 50 سنت) و " دوني ويلسون " ( أوشايا جاكسون ) ، هذه العصابة تهدف إلى سرقة البنوك المركزية بخطط دقيقة و طاقات مُدربة ، تُخلَف وراءها إما خزانات فارغة أو ضحايا أموات ،  لينتهي المشهد بسرقة شاحنة أموال فارغة ومن ثم تصحبنا الأحداث المُتشابكة لنتعرف على قائد وحدة الجنايات الكُبرى " أو براين " والمُلقب بـ " بيغ نيك " ( جيرارد باتلر) مع أفراد وحدته ، كان من بينهم " بروشو " (موريك كومبت) ، وهي فِرقة جنائية تعمل وراء الكواليس تتقلد مهامها في الإطاحة بالأهداف الحساسة والشبكات المُعقدة ، لتصحبنا الأحداث برفقتها بين كرٍ وفر في لعبة القط والفأر من جِهة الشرطة ومايُقابلها من جِهة اللصوص ضمن علاقات مُعقدة وخطوط مُتفرعة .

في ظل المهمة المُسندة إلى مُخرج الفيلم وكاتبه : " كريستيان غودغاست " ، صاحب أفلام سابقة قام بكتابتها : " سقوط لندن " بطولة "جيرارد باتلر " أيضاً ، و" رجل مُمزق " لـ " فان ديزل" ، يُحاول " غودغاست " من أن يُشرك نفسه داخل لعبة ذكية تٌفضي وتطرح أكثر من اللازم  ، ليقع في عثرات عدة وسقطات مُتفرقة ، برزت في إفتقار شخصياته للـ"كاريزما" الدرامية والتي لم يٌضفي عليها عُمقاً كافياً ، فعلاقة الشرطي مع المُجرم يسودها الإحترام في المُسمى العام ، لكن ليس بالصورة التي تعكس من منظورها جسامة الموقف كما شاهدنا سابقاً بين " روبيرت دينيرو" و"آل باتشينو" ، في فيلم " حرارة " للمُخرج " مايكل مان" ، سوى أننا أمام فيلم حَركي مُستنسخ لما قبله دون إستنارة ، بين أفراد تتخافق من هُنا وتتثاقل من هُناك وتُلقي بالرصاص دون رقيب ولا حسيب , ناهيك عن  إلتزامه التركيبة العالمية في حضور الشخصيات النمطية على الساحة ، فالشُرطي يأخذ منحى الشخصية المُتبلدة والتي تُعاقر النساء دائماً ، فتنتهي به الأحوال إلى مشاكل زوجية تفضي بالطلاق وتختفي المُشكلة على أرضها دون مُعالجة ، بالإضافة إلى علاقات مُقحمة تتعلق بباقي أفراد العصابة بين بعضهم البعض وبين عائلاتهم ، جميعها تقع أسفل عباءة نص مُشتت ، والذي يمتد بزمنه إلى الساعتين والنصف دون ضرورة درامية .

 يمتلك فيلم " وِكر اللصوص" مجموعة من العناصر الفاعلة ، كان من شأنها أن تصُنع فيلماً مُستقلاً عن سابقيه ،  فعلى الرغم من إفتقاره إلى ميزات الربط والمُعالجة وتحقيق أهدافه بإنتاجية عالية ، وفي اللحظة التي حاول بها " غودغاست " من تبديد زمنه بالمزايدات المشهدية ، إلا أنه يُحافظ على وتيرة مُتسارعة في الإيقاع تعود بفضله إلى توزيعه المُناسب لمشاهد الاشتباكات المُحبوكة تشويقياً وبصورة معقولة ، بالإضافة إلى إستفادته من غياب عُنصر اللغو في الحوار وإستبداله بعٌنصر التشويق المُعزز بلقطات حامية الوطيس ، ليُحافظ من خلالها على قيمته الترفيهية دون شعورٍ مُسبق في ضياع الوقت أو ثِقل الزمن على طاولة الأحداث  .

تحياتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.